[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من المنتظر أن تعلن السلطات الليبية الجديدة تحرير البلاد من سيطرة النظام السابق تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية، في وقت لا يزال فيه البحث جاريا عن باقي رموز النظام الفارين، وسط مطالبات دولية بالتحقيق في ظروف مقتل العقيد معمر القذافي.
إذ من المقرر أن يعلن المجلس الانتقالي الوطني غدا الأحد تحرير كامل الأراضي الليبية من سيطرة القوات الموالية للقذافي الذي قتل على أيدي قوات المجلس أثناء محاولته الفرار من مدينة سرت يوم الخميس الماضي.
وبهذا الخصوص، قال وزير الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام إن إعلان التحرير سيتم في مدينة بنغازي وليس العاصمة طرابلس، وذلك عصر غد الأحد بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينتش).
وأضاف شمام أن إعلان التحرير سيكون عاما في الميدان الرئيسي لمدينة بنغازي من قبل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، وذلك في خطوة ستمثل -حسب ما يقوله المجلس- بداية عملية بناء نظام ديمقراطي، من خلال العمل على تشكيل حكومة انتقالية تشرف على إجراء انتخابات عامة ووضع دستور جديد للبلاد.
وبرر المسؤولون في الانتقالي لرويترز إعلان "تحرير ليبيا" من بنغازي بصفتها مهد الثورة التي أطاحت بالقذافي، علما بأن اختيار مكان إعلان التحرير بقي محل جدل وتكهنات منذ مقتل القذافي قبل يومين.
وقال مدير مكتب الجزيرة بطرابلس عبد العظيم محمد إن الوفود تواصل التحاقها بمدينة بنغازي لاستكمال المناقشات حول بيان التحرير الذي سيتم طرحه غدا الأحد، إذا لم يتأجل الموعد مجددا، علما بأنه لم يجر الإعلان عن أسماء المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الانتقالية المقبلة.
وكشف مصدر مسؤول في المجلس أن هناك خمسة أشخاص مرشحين لخلافة محمود جبريل الذي وعد بالتنحي مباشرة عقب الإعلان عن تحرير كامل الأراضي الليبية عن منصبه كرئيس للمكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الموازي لرئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن مهام الحكومة المقبلة ستتمثل أساسا في إدارة المرحلة الانتقالية التي ستمتد ثمانية أشهر.
ومن جهة أخرى، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرارا مبدئيا بإنهاء مهمة قواته في ليبيا نهاية الشهر الجاري، لكن مع الإبقاء على قدرة الحلف على التدخل عند الحاجة للتصدي لأي تهديد للمدنيين، في حين تقدمت روسيا الجمعة بمشروع قرار يقضي برفع الحظر الجوي المفروض على ليبيا في إطار القرار الدولي 1973، بما في ذلك الفقرة الخاصة بحماية المدنيين.
دفن القذافي
وبخصوص دفن العقيد القذافي، لم يتضح بعد موعد ومكان الدفن كما صرح بذلك وزير الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فتحي علي باشا آغا المتحدث باسم المجلس العسكري لمدينة مصراتة -حيث نقلت جثتا القذافي وابنه المعتصم- قوله أمس الجمعة إنه ما زال يتعين إجراء تحليل للحمض النووي، الأمر الذي سيستغرق يومين آخرين.
وأكد مدير مكتب الجزيرة بطرابلس أن المحكمة الجنائية الدولية طالبت بعدم دفن جثة القذافي حتى الاطلاع عليها من قبل فريق طبي من المحكمة للتأكد من أنها تخص العقيد بغية إغلاق ملف القضية الخاصة بالقذافي، حيث كان مطلوبا للمحكمة برفقة نجله سيف الإسلام ومدير مخابراته عبد الله السنوسي الذي يعتقد أنه فر إلى النيجر.
وكانت اللقطات التي بثت على الإنترنت ويظهر فيها العقيد القذافي حيا يتوسل طلبا للرحمة، قد أثارت مطالبات دولية بالتحقيق في مقتله، بعضها صدر عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة التي دعت لإجراء تحقيق لكشف تفاصيل اعتقال ومقتل العقيد.
كما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإجراء تحقيق، مشيرا إلى أن قتل القذافي بعد اعتقاله حيا يعتبر جريمة حرب.
وبخصوص مصير نجل القذافي الآخر سيف الإسلام، قال ثوار ليبيون إنه لا يزال على قيد الحياة، وإنه حاول الهروب من ليبيا أمس الجمعة، بعد أن تحدثت معلومات متضاربة خلال اليومين الماضيين مرة عن مقتله، ومرة عن إصابته أثناء هربه من سرت إلى زليتن.
وقال مدير مكتب الجزيرة بطرابلس إن معلومات تحدثت عن قافلة مكونة من 12 عربة رصدها الثوار تغادر سبها متجهة إلى النيجر، غير أن مطالبتهم بقصفها من قبل طائرات حلف الناتو لم تلق استجابة، مشيرا إلى أن المعلومات لم تحدد من كان ضمن القافلة.