النكاح مقاصده وأحكامه

النكاح هو عقد للتزويج يتضمن إباحة الاستمتاع ببضع المرأة وسائر بدنها، إذا كانت المرأة غير محرمة عليه بنسب أو رضاع أو صهر، وهو مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.

تعتري النكاح الأحكام التكليفية الخمسة، وهي الوجوب والندب والإباحة والكراهة والتحريم

يتكون عقد النكاح من ثلاثة أركان رئيسة، أولها الزوجان الخاليان من الموانع، وثانيها الإيجاب وثالثها القبول.

ينعقد النكاح بلفظ الإنكاح والتزويج، وهما اللفظان اللذان ورد بهما نص القرآن الكريم<

لا بد من توافر أربعة شروط في عقد النكاح أولها تعيين الزوجين في العقد، وثانيها رضا الزوجين أو من يقوم مقامهما، وثالثها موافقة الولي، ورابعها الشهادة على عقد النكاح.

تنقسم شروط النكاح إلى قسمين أولهما الشروط الصحيحة وهي نوعان: شروط يقتضيها العقد، وشروط تنتفع بها المرأة، وثانيهما الشروط الفاسدة وهي نوعان: شروط باطلة إلا أنها لا تبطل صحة النكاح، وشروط باطلة تبطل النكاح من أصله.

نكاح المتعة هو أن ينكح الرجل المرأة مدة من الزمن سواء كانت المدة معلومة أو مجهولة.

نكاح الشغار هو أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينهما صداق متفق عليه.

نكاح التحليل هو أن يتزوج الرجل امرأة مطلقة ثلاثاً كي يُحلها لزوجها الأول الذي طلقها، فإذا أحلها له طلقها.

المقاصد في الاصطلاح هو ما أراده الله عز وجل من حِكَم ومعاني عند إنزال الشرائع وشرع الأحكام.

مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية هي المحافظة على النسل، وتحقيق الفطرة الإنسانية وإشباعها، وتحقيق السكن النفسي والروحي، والمحافظ على الأنساب، وصيانة أفراد المجتمع من الانحراف، وصيانة المجتمع من الأمراض الفتاكة، وغض البصر وحفظ الفرج، والعناية بتربية النشء، وتحقيق الستر للمرأة والرجل.

تحديد النسل في الاصطلاح هو وقف النسل الإنساني عن النمو والزيادة فيقدم الزوج والزوجة على المعاشرة، لكن مع الحيلولة دون وقوع الحمل.

الدعوة إلى تحديد النسل في العالم الإسلامي يقوم على الترويج لها ودعمها العديد من المؤسسات العالمية، ومن أهم أهدافها محاولة تقليل أعداد المسلمين، والحد من نسبة المواليد، وإضعاف المسلمين.

لقد أثبتت وقائع التاريخ وتجارب الأمم أن فقر المناطق المكتظة بالسكان في أي أمة يعود إلى عدم استغلال الخيرات والموارد، لا إلى كثرة الأولاد وتزايد السكان.

لقد قصرت الدعوة إلى تحديد النسل الحاجات الإنسانية على الخيرات والمنافع الثابتة في الأرض، بغض النظر عن أي تفاعل بينها وبين الإنسان وليس الأمر كذلك، فإن مقومات العيش تتمثل في هذا وفي التفاعل بينها وبين بني الإنسان.

أصدرت المجامع الفقهية في العالم الإسلامي مثل المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي وهيئة كبار العلماء ومجمع الفقه الإسلامي، قرارات تبين حرمة الدعوة إلى تحديد النسل، وذلك لما في هذا التحديد من اعتداء على الدين والحرية الشخصية وحقوق الإنسان.

تنظيم النسل يعني اختصار إنجاب الذرية، بحيث لا يأتي النسل إلا وفق نظام مرتب ومنسق، بين كل مولود وآخر وفق مقتضيات النظام المحدد لذلك، ولا بأس بتنظيم النسل فترة الحمل مراعاة لحال الأسرة وشؤونها من صحة، أو لإتمام مدة الرضاعة، أو تكون الزوجة ضعيفة والحمل يزيدها ضعفاً أو مرضاً.

الإجهاض في الاصطلاح هو إسقاط الجنين من بطن أمه قبل تمامه، وينقسم الإجهاض إلى ثلاثة أنواع: أولها الإجهاض الاختياري وهو إخراج الحمل من الرحم في غير موعده الطبيعي عمداً وبلا ضرورة بأي وسيلة من الوسائل ويحرم هذا النوع من الإجهاض الاختياري في جميع أطوار الجنين. وثانيها الإجهاض الضروري، وهو إخراج الجنين من رحم أمه في غير موعده الطبيعي، إنقاذاً لحياة نفس يهددها خطر استمرار الحمل، ويجوز هذا النوع من الإجهاض لأن الأم يجب إنقاذها. وثالثها الإجهاض الطبيعي، أو الإجهاض التلقائي، وهذا النوع من الإجهاض لا دخل للإنسان فيه، وإنما أسبابه خارجة عن إرادة المرء، وبالتالي فليست ثمة أحكام شرعية تتعلق به.