كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك خوان كارلوس قد وصلا إلى موقع الحفل حيث كان في استقبالهما كل من معالي محمد بن ظاعن الهاملي، وزير الطاقة؛ ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية والرئيس التنفيذي لشركة "مبادلة للتنمية"؛ وسعادة حصة عبدالله العتيبة، سفيرة الإمارات لدى اسبانيا؛ وسعادة اللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة؛ وسعادة محمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان سمو ولي عهد ابوظبي؛ وسعادة أحمد الصايغ رئيس مجلس إدارة "مصدر"؛ وكارلوس عبيد المدير المالي بشركة مبادلة.
كما حضر الحفل ترينيداد هيمينيز، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي؛ ومعالي الدكتور ميغيل سيباستيان غاسكون، وزير الصناعة والتجارة في الحكومة المركزية لإسبانيا، والسيد جورج سينداغورتا، رئيس شركة سينير؛ والسيد إنريكه سينداغورتا، رئيس شركة توريسول إنرجي؛ والسيد خوسيه انطونيو جرينان، رئيس حكومة إقليم أندلسيا؛ وعد من كبار الضيوف والشخصيات ومسؤولين من القطاع الحكومي والخاص.
واستمع بعدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك خوان كارلوس والحضور إلى عروض توضيحية وشرح مفصل عن أهمية المحطة ومراحل إنشاءها والأهمية التكنولوجية للمحطة قدمها ممثلون عن شركات "مصدر" و"توريسول إنرجي" و"سينير". وقام سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجلالة ملك أسبانيا بجولة على مناطق مختلفة من المحطة، واطلعا على مجموعة من العروض التوضيحية.
وانتقل بعدها الحضور إلى القاعة الرئيسية للاحتفال حيث تم عرض فيلم وثائقي يحكي مراحل انجاز المشروع ألقى بعدها الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" كلمة قال فيها: "إننا نشهد إنجازا نوعيا على صعيد تحقيق الرؤية والمهام التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، فبفضل التوجيهات السديدة والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله؛ والمتابعة الحثيثة من قبل سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ استطاعت أبوظبي أن تؤسس علاقات وطيدة مع بلدان أخرى تشترك معها في الرؤية الرامية إلى بذل كل الجهود الممكنة للتصدي لأكبر التحديات الراهنة والمستقبلية مثل أمن الطاقة والحد من آثار تغير المناخ وتطوير التقنيات النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة".
وقال الجابر، "إن افتتاح "خيماسولار" يجسد التزام دولة الإمارات بتوظيف إمكاناتها وخبراتها كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم في سبيل تطوير هذا القطاع. وإننا من خلال "مصدر" نعمل مع الشركاء الدوليين لتطوير ونشر أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية بما يضمن زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج متنوع من مصادر الطاقة يشمل النفط والغاز والطاقة النووية السلمية والآمنة لنسهم بذلك في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات بأن تصبح أيضا مركزا عالميا للمعرفة والخبرات في مجال الطاقة المتجددة".
وأشار الدكتور سلطان أحمد الجابر إلى أن دولة الإمارات وأسبانيا تمتلكان اهتماما مشتركا بتطوير الطاقة الشمسية نظراً لتشابه عوامل المناخ حيث توجد في اسبانيا مناطق تحظى بنصيب وفير من الإشعاع الشمسي، وإن مبادرة أبوظبي لتطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة تنطلق من مكانتها القوية وقدراتها الفائقة في قطاع النفط والغاز وتأتي مكملة لها موضحا أن هذه الرؤية هي التي أوصلتنا اليوم إلى افتتاح محطة الطاقة الشمسية الأهم على مستوى العالم من حيث تطبيق أحدث الابتكارات التكنولوجية على نطاق تجاري.
ولفت الجابر إلى إن أهمية هذه المحطة لا تقتصر فقط على كونها مشروعاً تكنولوجياً بل هي مشروع تنمية اقتصادية واجتماعية ونحن نتطلع إلى العمل مع الدول الأخرى للاستفادة من الفرص الهائلة التي ينطوي عليها هذا الإنجاز الكبير، مشيراً إلى أن أهمية هذا الإنجاز التكنولوجي تتمثل في إمكانية تزويد الشبكة بإمدادات مستقرة من الطاقة وبأسعار تنافسية.
يذكر ان شركة توريسول للطاقة والتي تأسست كمشروع مشترك بين مصدر وسينير تطبق تكنولوجيا متقدمة ومبتكرة للطاقة الشمسية في هذا المشروع وغير مسبوقة وبحقوق ملكية فكرية خاصة لاستخدام هذه الحلول على نطاق تجاري عالمي.
من جانبه، قال إنريكه سينداغورتا، رئيس شركة توريسول إنرجي: "نحن نسعى لأن نصبح شركة عالمية تقوم بتطوير واستخدام محطة الطاقة الشمسية المركزة كمصدر نظيف للطاقة لكي نساهم بحماية البيئة لأجيال المستقبل.
وسيمثل بدء العمل في المحطة التي افتتحناها اليوم الخطوة الأولى المحورية في توجهنا هذا. ولم يكن افتتاح محطة 'خيماسولار' المملوكة من قبل 'توريسول إنريجي'، ممكناً دون الدعم الكبير الذي قدمه كل من 'سينير' و'مصدر'".
بدوره، قال جورج سينداغورتا: "لقد خصصت 'سينير' خلال العقد المنصرم جهوداً فكرية واقتصادية هائلة بغرض الإنشاء والتطوير التجاري لتوليد الطاقة الكهربائية الحرارية من محطة الطاقة الشمسية المركزة. وقد أثمرت هذه الجهود نتائجها، حيث قمنا بتقديم ثلاثة مساهمات هامة لتطوير هذه التقنية، بدءاً بالتخزين الحراري، الذي من شأنه أن يحسن بشكل جذري من أداء العمل ويجعل الإنتاج ممكناً حتى بعد غروب الشمس؛ وزيادة فعالية الطاقة الكهربائية الحرارية، من خلال اللواقط التي تعمل في درجات حرارة مرتفعة جداً، وخفض التكاليف مع التصاميم الصناعية والعمليات، وجميع هذه الابتكارات يتم استخدامها في محطة 'خيماسولار'".
وفي ختام الحفل قام سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وملك أسبانيا بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لافتتاح المحطة تم بعدها التقاط الصور التذكارية.
ويمثل افتتاح المحطة نقطة تحول كبرى في الدور المتنامي الذي تلعبه دولة الإمارات في قطاع الطاقة العالمي، باعتبارها مركزاً رائداً للمعرفة والخبرة في مجال الطاقة المتجددة.
ويأتي هذا التعاون امتداداً لنهجٍ عريق يقوم على بناء علاقات دولية تعاونية وثيقة في عصرٍ تسعى فيه دولة الإمارات إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة، ما يعتبر أمراً ضرورياً لضمان أمن الطاقة والحد من انعكاسات تغير المناخ.
وتقع محطة خيماسولار للطاقة الشمسية المركزة في منطقة فوينتيس دي أندلسيا بمنطقة سيفيل (إشبيلية) بأسبانيا، وتعود ملكيتها لشركة "توريسول إنرجي"، المشروع المشترك بين "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، و"سينير" الشركة الأسبانية الرائدة في مجال الهندسة والإنشاءات. وتعتبر خيماسولار أول محطة تجارية في العالم تستخدم الملح المصهور لتخزين الحرارة من خلال برج مركزي يتوسط حقلاً من المرايا العاكسة، ومن المتوقع أن يكون لهذه المحطة تأثير كبير في مستقبل قطاع الطاقة الشمسية العالمي.
ويشكل تطوير المحطة ثمرة الخطط الطموحة التي وضعتها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بهدف ترسيخ المكانة الرائدة للدولة في قطاع الطاقة العالمي، وخلق منصة مفتوحة وفاعلة للتعاون والتنسيق الدوليين عبر قيادة الجهود العالمية في سبيل تنويع موارد الطاقة.
ويضم موقع المحطة الممتد على مساحة 185 هكتاراً حقلاً مكوناً من 2650 مرآة تعكس أشعة الشمس إلى برج مركزي بارتفاع 140 متراً حيث يتم تركيز أشعة الشمس بمعدل 1000 إلى 1.
ويتيح استخدام الملح المنصهر بدلاً من الزيت لنقل الحرارة المولدة من أشعة الشمس المركزة، لمحطة خيماسولار العمل في درجات حرارة تزيد على 550 درجة مئوية، أي أعلى بكثير من المحطات العاملة بتقنية عاكسات القطع المكافئ، وهذا بدوره يولد بخاراً عالي الضغط لتحريك التوربينات، مما يزيد بشكل كبير من كفاءة المحطة.
كما أن تخزين الحرارة بواسطة الملح المنصهر يعني أن توليد الكهرباء يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 15 ساعة حتى في حال غياب أشعة الشمس، الأمر الذي يعني نقلة نوعية في قطاع الطاقة الشمسية.
وقد بدأت محطة خيماسولار، المزودة بتوربين لتوليد الطاقة باستطاعة 19.9 ميجاواط يتيح إنتاج نحو 110 جيجاهرتز/ سنوياً، في وقت سابق من هذا اليوم بتزويد الطاقة الكهربائية عبر خط التوتر العالي إلى المحطة الفرعية في فيلانويفا ديل ري (إقليم الأندلس، إسبانيا)، حيث تم وصلها إلى الشبكة، وستقوم بتزويد حوالي 25 ألف منزلاً بالطاقة في جنوب أسبانيا عند وصولها لاستطاعتها القصوى، ومن المتوقع أن تقوم بالحد من انبعاثات 30 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وقد نالت شركة "توريسول إنرجي"، التي تقوم بالتطوير التجاري وإدارة الإنشاءات وتشغيل محطات الطاقة الشمسية المركزة حول العالم، تعرفة منظمة لمدة 25 عاماً من قبل الحكومة الإسبانية. كما تقوم بتطوير محطتين إضافيتين هما "فالي 1" و"فالي 2" بالقرب من قادش. وستعتمد المحطتان واستطاعتهما 50 ميجاواط على عاكسات القطع المكافئ، ومن المتوقع أن تقدما إنتاجاً صافياً من الطاقة الكهربائية يبلغ 160 جيغاواط سنوياً، أي ما يعادل معدل استهلاك 40 ألف منزل.
وستساعد هاتان المحطتان على الحد من انبعاثات 90 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومن المقرر أن تباشرا العمل بنهاية عام 2011.
وستساعد المحطتان أسبانيا على تحقيق أهداف خطة "أوروبا 2020 للمناخ والطاقة" التي ترمي إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بمعدل 20%، وزيادة استخدام الطاقة من الموارد المتجددة بمعدل 20%، وخفض الاستهلاك الرئيسي للطاقة بمعدل 20% عبر تعزيز كفاءة الاستهلاك.
وتم في العام 2008 ترتيب تمويل بقيمة 171 مليون يورو عبر السوق المفتوح لإنشاء محطة خيماسولار، وتم ذلك بقيادة "بانكو بوبيولار" و"بانيستو"، وإنستيتو دي كريديتو أوفيسيال، كما قدم بنك الإستثمار الأوروبي 90 مليون يورو من حجم التمويل، كما تم ترتيب مبلغ 540 مليون يورو من قروض تمويل المشاريع لإنشاء محطتي "فالي1" و"فالي2".
ويؤكد جمع هذه المبالغ لصالح تكنولوجيا تعد الأولى من نوعها وبهذا المستوى التجاري، على ما توفره شركة "مصدر" من إمكانات عبر تعاونها مع شركاء تكنولوجيين يتمتعون بالقوة والجدارة. وقد انطوى الدعم المقدم من قبل بنك الاستثمار الأوروبي على أهمية فائقة أيضاً لتطوير هذا المشروع، ويقدر الاستثمار الإجمالي في المحطات الثلاثة بـ 1.4 مليار دولار أمريكي.
ونالت محطة خيماسولار حتى الآن عدداً من الجوائز، بما في ذلك جائزة قمة الطاقة الشمسية المركزة عن فئة "أفضل ابتكار تكنولوجي ناجح تجارياً" لعام 2011. وحظيت المحطة أيضاً على إشادة "روبان دو هونور" (شريط الشرف) ضمن جوائز الأعمال الأوروبية المرموقة.
يذكر أن مصدر للطاقة تعتبر إحدى خمس وحدات متكاملة لشركة "مصدر"، وتتولى مسؤولية بناء وتشغيل محفظة من مشاريع الطاقة المتجدد العملاقة. كما تعمل حالياً على تنفيذ مجموعة من المشاريع الهامة مثل محطة شمس 1 بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط بدولة الإمارات، بالإضافة إلى مشاريع عالمية مثل مصفوفة لندن بطاقة إنتاجية تبلغ 1000 ميجاواط.
ملاحظة: يرجى الرجوع إلى وكالة أنباء الإمارات (وام) للحصول على التصريح الصحفي الذي أدلى به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حول هذه المناسبة