Admin Admin
عدد المساهمات : 261 تاريخ التسجيل : 13/10/2011 الموقع : منتديات شخبط
| موضوع: احمد اسماعيلوتيفش الأحد أكتوبر 23, 2011 3:01 pm | |
| هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني يعود بعمومته إلى تغلب ولد عام 320 هـ – 932 م، وقيل أنه ولد في الموصل فسماه والده الحارث وكناه بابي فراس "أي الأسد". حين بلغ الثالثة من عمره قتل والده على يد أبن أخيه حسن الملقب بناصر الجدولة أمير الموصل في زمن الراضي بالله الخليفة العباسي وذلك حين أطمع سعيد بولاية الموصل بدلاً من ناصر الدولة الذي ارتاب بأمر عمه رغم تكتمه فتظاهر أنه خارج إلى لقائه لكنه اتخذ طريقاً غير الطريق التي كان سعيد قادماً منها وعندما دخل سعيد إلى المدينة برجاله الخمسين وسار إلى قصر ابن أخيه وهذا ما كان يرغب فيه ناصر الدولة، لأن عمه اصبح في حوزته فأرسل إليه بعض غلمان فقتلوه ونكلوا به. هكذا ربي أبو فراس يتيما تحتضنه أمه ويعطف عليه ابن عمه سيف الدولة أخو ناصر الدولة. وعندما غدا سيف الدولة حاكماً لإمارة حلب اصطحبه معه إليها ليتمرس في العلم والأدب والفروسية. عرفت مجالسه الفارابي، والمتنبي، والسري بن أحمد الموصلي، وأبا الفرج الببغاء، وأبا فرج الواواء، وأبا اسحق، وإبراهيم بن هلال الصابي لكن سيف الدولة ميز أبا فراس بالإكرام عن سائر قومه وقربه منه واصطحبه في غزواته واستخلفه على أعماله فقلده بداية إمارة منبج. ذاق أبو فراس وهو أمير لمنبج مرارة الأسر والغربة وذلك بعد أن نصب له الروم كمينا حين كان في رحلة صيد مع بعض أفراد حاشيته وساقوه أسيراً إلى القسطنطينية عاصمتهم وفرح بهذه الغنيمة ملكها المعروف باسم الدمستق الذي كان قد خسر عدة معارك مع سيف الدولة وأسر خلالها ابن أخت له أبقاه الدمستق رهينة عنده مطالباً بفدية ينوء بها كاهل الملك العربي وأهمها كان مبادلة الشاعر أبي فراس بالأمير الروماني. ويطول صمت سيف الدولة ويمتنع عن افتداء الأسرى فتمتد غربة الشاعر سبع سنوات وتضطرب روحه النبيلة في نفس ظن صاحبها أنه يتفرد لدى أميره ويبرح به الشوق إلى اخوته وموطنه وأصحابه كما يحزنه مماطلة ابن عمه وتحيره وتفقده جلده وصبره فأنشد جميل شعره وهو بالأسر بما عرف بالروميات ويعرف كل من يقرأ هذه القصائد للشاعر أبي فراس أن له نفساً تفيض بالنبل والوفاء وحبا لا تزعزعه الخيبة، بل يبعث ماضي الصداقة الوثيقة نسقا يحافظ على ما نسجته الأيام والقرابة من وشائج بين الفارسين الشاعرين لكن الواقع المرير ما يلبث أن يعيد الأحزان عبر وقائع عابرة أهمها وعي الشاعر أبي فراس بتأثير حاشية سيف الدولة عليه هي خليط من الأعاجم والفرس والترك والحاسدين وتكون استجابته لفك اسر أبي فراس بطيئة وخاصة عندما كاتب الأسرى صاحب خراسان وغيرها من أصحاب الولايات والبلدان ليقدموا فدية لهم، فيغضب منهم سيف الدولة وينشد له أبو فراس من جميل شعره: أبي غرب هذا الدمع ألا تسرعا ... ومكنون هذا الحب ألا تضوعا وكنت أرى أني مع الحزم واحد ... إذا شئت لي ممضى وان شئت مرجعاً فلما استمر الحب في غلوائه ... رعيت مع المضياعة الحب مارعاً فحزني حزن الهائمين مبرحاً ... وسري سر العاشقين مضيعاً انتهت حياة الشاعر أبي فراس عام 357 هـ 967 م عن سبعة وثلاثين عاماً مخلفة ضوعاً شعرياً عطر ديوان العرب وهو الذي قال فيه الصاحب. بدء الشعر بملك وختم بملك ويقصد أمرؤ القيس وأبا فراس الذي خلدته رومياته وأبقته واحداً من شعراء الحنين والألم الإنساني الشفيف تلوح أطياف روحه في نسيج الشعر العربي عبر الدهور..
| |
|